الضابط محمد.. من بطل في مكافحة الجريمة إلى ضحية في سوبر ماركت!


كتب المستشار الصحفي: يوسف فريد

في مشهد لم يتوقعه أحد، وجد المقدم محمد الملقب، رئيس مباحث مركز أبو تشت، نفسه في موقف لم يعتد عليه.. ليس في مواجهة عصابة خطيرة، ولا خلال عملية مداهمة، بل داخل سوبر ماركت! ما الذي حدث؟ وكيف تحوّل ضابط اشتهر بفرض النظام إلى ضحية لاعتداء داخل محل تجاري؟

القصة من البداية..

في مساء يوم الواقعة، دخل المقدم محمد إلى أحد محال السوبر ماركت بمدينة نجع حمادي، لشراء بعض احتياجاته، متقمصًا دور المواطن العادي، دون الإفصاح عن هويته كضابط شرطة. لكن، وكأن القدر كان يُعد له اختبارًا غير متوقع، فقد لاحظ وجود تلاعب في الأسعار، حيث كانت السلع تُباع بأكثر من السعر الرسمي.


بخبرته الطويلة، بدأ في استفسار هادئ عن السبب، لكن الرد لم يكن كما توقع.. احتدت الأمور سريعًا، وتحولت المشادة الكلامية إلى اشتباك بالأيدي، اعتدى خلاله العاملون في المحل على الضابط، دون أن يدركوا أن الرجل الذي أمامهم ليس مجرد زبون عادي.

“بس.. أنت مين؟”

بعد دقائق من الصراع، ومع وصول بعض الأهالي الذين تدخلوا لفض الاشتباك، أدرك المعتدون أنهم لم يضربوا زبونًا غاضبًا، بل تعدّوا على رئيس مباحث معروف بقوته وحزمه. لحظة الصدمة كانت كفيلة بأن تُغير مسار الأمور. لكن، هل كان الأوان قد فات؟

الفيديو الذي أشعل السوشيال ميديا

لم تمر الحادثة مرور الكرام.. سرعان ما انتشر مقطع فيديو للحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشتعل التعليقات والتكهنات. البعض اعتبر أن الحادثة إهانة لجهاز الشرطة، بينما رأى آخرون أنها تعكس ما يواجهه المواطنون يوميًا من ارتفاع الأسعار والجشع، حتى لو كان المتضرر هذه المرة ضابط شرطة.

الداخلية تتحرك.. والنيابة تتدخل

لم تنتظر وزارة الداخلية طويلًا، فأصدرت بيانًا أكدت فيه ضبط المعتدين وإحالتهم للتحقيق. كما أكدت أن المقدم محمد لم يكن في حملة رسمية، لكنه كان يتصرف كمواطن عادي، وأن القانون سيأخذ مجراه. من جهتها، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات، مع دراسة الوضع القانوني للمحل نفسه.

من هو المقدم محمد الملقب؟

بالنسبة للكثيرين، لم يكن اسم محمد الملقب جديدًا. الرجل الذي عمل في مكافحة الجريمة بالصعيد لسنوات، وخاض معارك ضد تجار المخدرات والخارجين عن القانون، لم يكن يتخيل أن يواجه موقفًا مماثلًا داخل محل تجاري. عرف عنه الصرامة، لكن أيضًا الحكمة في التعامل مع الأزمات، وهو ما ظهر في ردة فعله التي لم تتجاوز حدود الدفاع عن نفسه دون استخدام سلطته الوظيفية.

آراء الناس: تضامن.. وسخرية!

على السوشيال ميديا، انقسمت الآراء بين من تضامن مع الضابط، معتبرين أنه كان يؤدي دوره حتى في حياته الخاصة، وبين من رأى أن ما حدث يعكس مشكلة أعمق تتعلق بجشع التجار وتلاعبهم بالأسعار. لكن وسط التعليقات الجادة، لم يخلُ الموقف من السخرية، حيث علق أحدهم: “الداخلية لازم تعمل دورات للضباط في كيفية التسوق بأمان!”، بينما قال آخر: “أهو لما المواطن العادي بيشتكي من الأسعار محدش بيسمعه، لما الضابط نفسه اشتكى الدنيا قامت!”

الخاتمة: دروس من الواقعة

قد تكون هذه الحادثة غير اعتيادية، لكنها تحمل دروسًا كثيرة.. هل يعكس ما حدث مشكلة حقيقية في الأسواق تحتاج إلى رقابة أشد؟ وهل يكشف عن فجوة بين المواطنين وأصحاب النفوذ، حتى لو كان هذا النفوذ في يد شخص لم يستخدمه؟ في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سيغير المقدم محمد طريقته في التسوق بعد هذه الواقعة؟ الأيام وحدها ستجيب

جريدة_القاهرة_الآن.


إرسال تعليق

0 تعليقات