المحررة الصحفية: سلوى طه
في رحلة ملهمة جمعت بين العزيمة والحب الحقيقي للعلم يحكي لنا متولي حمزة الباحث الشاب في مجال الجيولوجيا وعلوم الأرض تفاصيل اختياره لهذا المجال وتحديات رحلته العلمية وأبرز إنجازاته
من أين بدأ الشغف؟
يقول متولي حمزة الذي يبلغ من العمر 25 عامًا
"حبي للطبيعة والظواهر الخلابة بدأ بالصدفة خلال رحلة مع والدي الذي زرع فيّ حب القراءة والمطالعة ورغم أنني حصلت على نسبة مئوية تؤهلني لكلية الطب البيطري إلا أن مشاهدة فيديو للدكتور فاروق الباز وهو يحكي عن تجربته ألهمني وقررت ترك الطب البيطري واختيار كلية العلوم بجامعة بنها مقتديًا بتجربة الدكتور الباز"
رحلة شيقة وشاقة في كلية العلوم
يتابع حمزة حديثه عن سنوات دراسته قائلاً:
"كانت رحلتي في كلية العلوم بجامعة بنها مليئة بالشغف رغم صعوبتها واعتدت قضاء أوقاتي بين المحاضرات في مكتبة الكلية أستعير الكتب وأتعمق فيها وتشجيع مديرة المكتبة وصحبتي لأساتذة كبار مثل الدكتور زكريا بك هميمي والدكتور رفعت عثمان كان لهم أثر عظيم في رحلتي العلمية"
ويضيف: "رغم صعوبة الجمع بين دراستي للجيولوجيا والكيمياء معًا، إلا أن حبي للعلم وصبر والدتي ودعمها المستمر كانوا سندي حتى حققت التفوق"
التخصص في جيوكيمياء الرواسب
وعن توجهه البحثي يقول:
"اخترت جيوكيمياء الرواسب المعدنية والصخور كتخصص رئيسي لأن العناصر الكيميائية في الصخور كفصيلة دم الإنسان لا تتغير وتعبر عن أصلها ونشأتها وجدت متعة عظيمة في كشف أسرار الصخور عبر الكيمياء"
يتحدث متولي بحماس عن هذه اللحظة قائلاً:
"كان التواصل مع الدكتور فاروق الباز بمثابة تحقيق جزء من حلمي عندما أهداني تهنئة مباشرة بقوله مبروك للزميل متولي وعسى أن يستمر التقدم شعرت بمسؤولية ضخمة تجاه الحفاظ على هذا التقدير والدكتور فاروق الباز يمثل لي قدوة وأبًا روحيًا ونصيحته الغالية: اليوم الذي لا تتعلم فيه شيئًا جديدًا هو يوم ضائع من عمرك العلمي وأصبحت شعاري الشخصي"
بجانب أبحاثه العلمية الدولية التي تميزت بجودة التأثير لا الكثرة برع متولي حمزة في الكتابة الصحفية العلمية
يحكي قائلاً:
"اكتشفت موهبتي في التلخيص والكتابة منذ طفولتي بدعم من والدي وتطوعت لاحقًا لكتابة مقالات لإثراء المحتوى العربي حتى تواصلت معي رئاسة تحرير موقع عربي بوست لنشر مقالاتي العلمية بشروطي"
كما أضاف: "حصلت على زمالة الصحافة العلمية من مجلة نيتشر العالمية في عامي 2022 و2024 وكتبت بعدها لمنظمة المجتمع العلمي العربي أرسكو"
يرى متولي أن المحتوى العلمي العربي خصوصًا في علوم الأرض بحاجة ماسة للتعزيز
ويضيف:
"تبسيط العلوم يحتاج إلى أساليب ذكية مثل استخدام التمثيل كما يفعل 'الدحيح' أو الربط بحياة الناس اليومية وفي إحدى ندواتي شرحت للحضور أن 'ملح الطعام' هو في الحقيقة 'معدن الهاليت' مما جعل المعلومة قريبة وسهلة الفهم للجميع"
وعن أقرب التكريمات إلى قلبه يقول:
"التكريم الحقيقي لي هو كل مرة أحقق فيها إنجازًا وأكافئ نفسي ولو بمكافأة بسيطة لكن تظل كلمة الدكتور فاروق الباز لي علامة فارقة وشرفًا كبيرًا أعتز به في مسيرتي"
متولي حمزة يمثل نموذجًا ملهمًا لشاب جعل من شغفه بالعلم طريقًا للنجاح واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا:
"أن أترك بصمة حقيقية في علم الجيولوجيا وأساهم في بناء محتوى علمي عربي يليق بجيل المستقبل"
1 تعليقات
د. متولي من الشخصيات المجتهد جداً والملهمة.. دايما متميز بالاجتهاد والمعافرة.
ردحذف